دور المحاسب القانوني في تحليل و تقييم المنشآت أعداد عمر الفاروق سالم ابوعرضية ، مقال قصير ومفيد ، المدونة المحاسبية الاولى تزودكم دائما بما تودون معرفته في عالم المحاسبة والمراجعة

دور المحاسب القانوني
في
تحليل و تقييم المنشآت
أعداد
عمر الفاروق سالم ابوعرضية 


دور المحاسب القانونى فى تحليل وتقييم المنشآت

ــ تلعب المعلومات المحاسبية دوراً أساسياً فى تحريك وتنمية الاقتصاد الوطنى وتنمية الاستثمارات فى ظل النظم الاقتصادية المختلفة. وتزداد أهمية الدور الذى تلعبه المعلومات المحاسبية عندما تنهج الدولة فلسفة الاقتصاد الحر حيث تعتبر هذه المعلومات أحد عناصر البنية التحتية الأساسية التى ترتكز عليها سوق المال. ويعتبر سوق المال هو القناة التى يمكن من خلالها تحويل مدخرات الأفراد إلى الاستثمارات فى مشروعات مختلفة تساهم فى تنمية الاقتصاد الوطنى. ويلعب الوسطاء الماليين ووسطاء المعلومات دوراً هاما لتحقيق هذا الغرض. وفى الوقت الذى يهتم فيه الوسطاء الماليين ــ مثل البنوك، وشركات الاستثمار، وصناديق الاستثمار ، وشركات التأمين ــ بتجميع مدخرات الأفراد والبحث عن فرص استثمارية مناسبة لأغراض اتخاذ قرارات استثمارية مختلفة، فإن وسطاء المعلومات ــ مثل المراجعين ، والمحاسبين القانونيين، والمحللين الماليين، ورجال الصحافة الاقتصادية ــ يهتمون بتوفير معلومات للمستثمرين، وللوسطاء الماليين الذين يمثلونهم، عن جودة الفرص الاستثمارية المختلفة. ويلاحظ أن كل من الوسطاء الماليين ووسطاء المعلومات يضيف قيمة بمساعدة المستثمرين فى التمييز بين الفرص الاستثماريةالجيدة والفرص الاستثمارية الرديئة.

وتلعب التقارير المالية دوراً أساسياً فى قيام كل من الوسطاء الماليين ووسطاء المعلومات بدورهم فى تنمية الاستثمارات وتحريك الاقتصاد الوطنى. إذ يضيف وسطاء المعلومات قيمة حقيقية وذلك إما بإضفاء مزيد من الثقة فى القوائم المالية (مثل المراجعين الخارجيين)، أو بتحليل المعلومات التى تتضمنها تلك القوائم (مثل المحاسبين القانونيين الذين يقدمون خدمات استشارية مختلفة، والمحلليين الماليين). ومن ناحية أخرى، يعتمد الوسطاء الماليون والمستثمرون على المعلومات التى توفرها القوائم والتقارير المالية وغيرها من المعلومات فى تحليلهم للفرص الاستثمارية والإختيار من بينها.

ويجب أن يدرك مستخدمو المعلومات التى توفرها القوائم المالية أن هذه القوائم تتأثر بأنشطة المنشأة وبنظامها المحاسبى. ولذلك، فإنه يجب عند تحليل القوائم المالية لأغراض التقييم أن يفهم مستخدمو المعلومات المحاسبية أثر النظام المحاسبى على جودة هذه المعلومات التى تستخدم فى التحليل. وهذا يؤكد أهمية الدور الذى يلعبه المحاسبون القانونيون فى تحليل وتقييم المنشآت. إذ يتوافر للمحاسب القانونى جميع عناصر المعرفة والخبرة التى تمكن من توفير المعلومات المفيدة لأغراض اتخاذ القرارات الإستثمارية الجيدة. ويتبع المحاسب القانونى عادة منهجاً علمياً ويستخدم عدداً من الأدوات التى تمكنه من خدمة المستثمرين والوسطاء الماليين بتوفير المعلومات اللازمة لأغراض اتخاذ قرارات استثمارية فى شركات قائمة، أو انشاء مشروعات جديدة، أو لأغراض الإندماج، والاستحواذ، وأيضا لأغراض منح الإئتمان. ونبين فيما يلى المنهج الذى يستخدمه المحاسب القانونى عادة عند تحليله وتقييمه لمنشآت الأعمال، والأدوات الرئيسية التى يستخدمها لتحقيق هذا الغرض



منهج المحاسب القانونى فى تحليل وتقييم الأعمال:

من المعروف أن مسئولية اعداد القوائم المالية تقع على عاتق إدارة المنشأة. ومن هذا المنطلق، يمكن أن تضيف الإدارة قيمة للمعلومات التى تتضمنها تلك القوائم، وفى نفس الوقت قد تكون مصدراً أساسيا للتحريف الذى قد يحدث فى المعلومات المحاسبية والذى قد يؤدى إلى عدم تعبيرها عن الوضع الاقتصادى الحقيقى للمنشأة. ويجد مستخدمو القوائم المالية عادة صعوبة فى التمييز بين المعلومات الصادقة وتلك المعلومات غير الصادقة مما يدفعهم إلى الاستعانة بالمحاسبين القانونيين وغيرهم من وسطاء المعلومات لتحسين قدرتهم على فهم الأداء المالى للمنشأة وأداءها المتوقع فى المستقبل.

ونظراً لأن المحاسبين القانونيين ــ شأنهم فى ذلك شأن غيرهم من الوسطاء فى سوق المال ــ ليست لديهم معلومات كاملة عن المنشأة وما يدور فيها، فإنهم يستخدمون عادة معرفتهم بالصناعة التى تعمل فيها المنشأة، واستراتيجياتها التنافسية، بجانب خبرتهم فى الأمور المحاسبية، وذلك لتفسير القوائم المالية. وتكون نقطة البداية فى المنهج الذى يستخدمه المحاسب القانونى هى القوائم المالية. ويتميز المحاسب القانونى عن غيره من وسطاء المعلومات بمعرفته الكبيرة وخبرته المهنية التى تمكنه من قراءة وفهم القوائم المالية بطريقة سليمة. وتعتبر قراءة وفهم القوائم المالية شرطاً أساسياً لاجراء أى تحليل أو تقييم سليم لمنشآت الأعمال.

ويتضمن المنهج الذى يتبعه المحاسب القانونى عادة أربع خطوات رئيسية وهى:

1-
تحليل استراتيجية الأعمال.

2-
التحليل المحاسبى

3-
التحليل المالى

4-
التحليل المستقبلىالتقييمى وتقدير قيمة المنشأة.

ويقوم المحاسب القانونى بهذه الخطوات الأربع سواء كان الغرض هو التحليل والتقييم لأغراض شراء استثمارات فى الأسهم، أو بغرض الإندماج أو الاستحواذ، أو لأغراض الخصخصة وتحديد قيمة السهم للشركة الجديدة، أو لأغراض منح الإئتمان. ونتناول فيما يلى كل من هذه الخطوات لبيان الهدف منها، وأهميتها ، وكيفية قيام المحاسب القانونى بها.

أولا: تحليل استراتيجية الأعمال :

يقوم أى قرار للأستثمار أو منح الأئتمان على تقدير للعائد المتوقع على الاستثمار ودرجة المخاطرة التى ينطوى عليها. لذلك فإن الخطوة الأولى فى منهج التحليل والتقييم الذى يتبعه المحاسب القانونى تتضمن تحديد محركات الربحية فى المنشأة ومخاطر الأعمال فيها، وتقدير القدرة الربحية للمنشأة. ويكون هذا التقدير عادة على أساس نوعى وليس كميا . ويمكن القيام بذلك بإجراء تحليل للصناعة التى تنتمى إليها المنشأة، وتحليل الاستراتيجية التى تتبعها المنشأة لخلق ميزة تنافسية واستمرار هذه الميزة التنافسية فى المستقبل.

وكما نعلم جميعا، فإن قيمة المنشأة تتحدد بقدرتها على اكتساب عائد يزيد عن تكلفة الأموال المستثمرة فيها. وبينما تتحدد تكلفة الأموال عن طريق سوق المال، فإن القدرة الربحية المتوقعة للمنشأه تتوقف على الاستراتيجيات التى تختارها وتطبقها بما فى ذلك:

1-
اختيار الصناعة التى تعمل فيها المنشأة.

2-
اختيار الاستراتيجية التى تنوى الشركة اتباعها لتحقيق مركز تنافسى فى الصناعة.

3-
الطريقة التى تتوقع المنشأة أن تحقق بها التنسيق بين المجالات التى تعمل فيها فى حالة تعددها.

ويمكن للمحاسب القانونى تحليل الصناعة بإجراء تحليل للربحية الممكنة لكل صناعة تتنافس فيها المنشأة. ويمكن استخدام نسبة الأرباح قبل الفوائد والضريبة (إن وجدت) إلى القيمة الدفترية للأصول لهذا الغرض.

ويتوقف متوسط الربحية فى الصناعة عادة على عاملين:

الأول : درجة المنافسة فى الحاضر والمستقبل، وهى تتحدد فى ضوء كل مما يلى:

أ ) المنافسة الحالية بين الشركات القائمة.

‌ب) التهديد بدخول منافسين جدد.

‌ج) التهديد الناتج عن ظهور منتجات جديدة.

الثانى: القدرة التفاوضية فى سوقى المدخلات والمخرجات. وهى تشمل:

أ ) القدرة التفاوضية للعملاء.

ب‌) القدرة التفاوضية للمشترين.

وبالإضافة إلى تحليل الصناعة، فإنه يجب تحليل الاستراتيجيات التى تنهجها المنشأة لتحديد مركزها فى الصناعة. ومن المعروف أنه يمكن للمنشأة تحقيق مركز تنافسى من خلال:

أ ) التمييز فى مجال التكلفة وذلك بتقديم نفس المنتج أو الخدمة ولكن بتكلفة أقل من المنافسين.

ب) التمييز فى المنتج أو الخدمة وذلك بتقديم منتج أو خدمة فريدة ومميزة.

ويتطلب تحليل استراتيجية التنافس تحديد قدرات الشركة وعوامل النجاح فيها، وتحليل سلسلة القيمة والأنشطة اللازمة لتنفيذ الاستراتيجية، وذلك بالإضافة لتحليل مدى استمرارية الميزة التنافسية.

وقد تقوم بعض الشركات بتنويع أنشطـتها وذلك بالتنافس فى صناعات مختلفة. وفى هذه الحالة، يجب تحليل الآثار الإقتصادية ــ سواء كانت إيجابية أو سلبية ــ لإدارة مشروعات مختلفة تحت مظلة منشأة واحدة.


ثانيا : التحليل المحاسبى :

تتمثل الخطوة الثانية فى منهج تحليل وتقييم الأعمال فى القيام بإجراء التحليل المحاسبى بغرض تقييم مدى تعبير القوائم المالية عن حقيقة الوضع الاقتصادى للمنشأة. وتعتبر هذه الخطوة هامة للغاية نظراً لأنها تساعد على زيادة مستوى الثقة فى الاستنتاجات التى يتم التوصل إليها من التحليل المالى. ويقوم المحاسب القانونى، فى اجرائه للتحليل المحاسبى، بما يلى:

1-
تحديد السياسات المحاسبية الأساسية:

بعد قيامه بتحليل الاستراتيجية، وتحديد عوامل النجاح ومخاطر الأعمال فى المنشأة، فإنه من المهم تقييم الكيفية التى تمت بها إدارة هذه العوامل والمخاطر. ويساعد التحليل المحاسبى فى تحديد وتقييم السياسات والتقديرات التى تستخدمها المنشأة لقياس عوامل النجاح والمخاطر فيها.

2-
تقدير المرونة فى اختيار السياسات المحاسبية:

من المعروف أنه كلما زادت درجة المرونة فى اختيار السياسات المحاسبية، كلما كانت هناك فرصة أكبر للإدارة لتقوم بإدارة الأرقام التى تظهر فى القوائم المالية. ومثال ذلك المرونة فى اختيار طرق الاستهلاك، ومعالجة خطط المعاشات والتقاعد. وهناك بعض المنشآت التى لا تتوافر لها المرونة فى اختيار السياسات المحاسبية للمحاسبة عن عوامل النجاح فيها لخضوعها لمعايير محاسبية، ومثال ذلك البحوث والتطوير فى شركات الصناعات الدوائية. بينما يوجد بعض المنشآت مثل البنوك والتى يكون لديها مرونة آكبر فى إدارة مخاطر الائتمان ووضع السياسات المحاسبية الخاصة بتقدير الديون المشكوك فيها.

3-
تقييم الاستراتيجية المحاسبية:

إذا كان لدى المنشأة مرونة محاسبية فإنه يكون لدى الإدارة فرصة الاختيار بين الإفصاح عن أو إخفاء الأداء الحقيقى للمنشأة. ويقوم المحاسب القانونى بتقييم الاستراتيجية المحاسبية وذلك عن طريق:

أ )التأكد من أن السياسات المحاسبية التى تتبعها المنشأة تتمشى مع ما هو سائد فى الصناعة.

ب‌) تقييم مدى وجود دوافع لدى الإدارة لاستخدام المرونة المالية للتلاعب فى الأرقام المحاسبية.

ج‌) تحديد ما إذا كانت المنشأة قد قامت بتغيير أى من سياساتها أو تقديراتها المحاسبية.

د‌) تقييم مدى واقعية السياسات والتقديرات المحاسبية التى اتبعتها المنشأة فى الماضى.

هـ) تحديد ما إذا كانت المنشأة تقوم بهيكلة أى عمليات جوهرية لتحقيق أهداف محاسبية معينة.

4-
تقييم جودة الإفصاح:

تعتبر جودة الإفصاح نتيجة طبيعية لجودة المحاسبة فى المنشآة. ويمكن للمحاسب القانونى تقييم جودة الإفصاح فى القوائم المالية عن طريق تقييم مايلى:

أ ) كفاية الإفصاح الذى توفره المنشأة عند التقرير عن استراتيجية الأعمال وآثارها الاقتصادية.

ب‌) مدى وضوح الإيضاحات فى شرح السياسات المحاسبية الأساسية والافتراضات التى بنيت عليها التقديرات المحاسبية.

ج‌) كفاية شرح الأداء الحاضر للمنشأة فى تقاريرها المالية.

د‌) كفاية الافصاح عن نتائج أعمال الأنشطة القطاعية المختلفة، إن وجدت.

هـ) مدى جودة برنامج علاقات المستثمرين فى الشركة.

5-
تحديد مواطن الخطر:

يجب على المحاسب القانونى تحديد ما إذا كانت هناك شكوك فى جودة السياسات والتقديرات المحاسبية. ويمكن أن يستدل فى تحديده لمواطن الخطر فى السياسات والتقديرات المحاسبية بكل مما يلى:

أ ) وجود تغييرات محاسبية غير مبررة، خصوصا لو كان أداء الشركة سيئاً.

‌ب) وجود عمليات لزيادة الأرباح لا يمكن تبريرها.

‌ج) وجود زيادة غير طبيعية فى حسابات العملاء بالمقارنة بالزيادة فى المبيعات.

‌د) وجود زيادة غير طبيعية فى المخزون بالمقارنة بالزيادة فى المبييعات.

هـ) زيادة الفجوة بين أرباح الشركة وتدفقاتها النقدية من الأنشطة التشغيلية.

و ) بيع حسابات المدينين مع حق الرجوع.

ز ) التخفيض غير المتوقع فى قيم الأصول.

ح) التسويات الكبيرة فى الربع الأخير من السنة.

ك‌) وجود رأى متحفظ للمراجع.

ل‌) التغيير غير المبرر للمراجع.

م‌) العمليات مع أطراف ذوى علاقة.

6-
تعديل الأرقام المحاسبية:

يجب على المحاسب القانونى تنظيف الممارسات المحاسبية وإجراء تعديل فى الأرقام الواردة فى القوائم المالية قبل استخدامها فى التحليل المالى. إذ يترتب على استخدام قوائم مالية مضللة الوصول إلى استنتاجات غير سليمة بشأن قيمة المنشأة.
ويقوم المحاسب القانونى بإجراء هذه الخطوات الست على كل من الأصول، والخصوم، وحقوق الملكية، والإيرادات ، والمصروفات

ثالثا: التحليل المالى:
يهدف التحليل المالى إلى تقييم أداء المنشأة مقارنا بأهدافها واستراتيجياتها المحددة. ويتضمن التحليل المالى استخدام تحليل النسب وتحليل التدفق النقدى. ويهدف تحليل النسب إلى تقييم العلاقات بين عناصر القوائم المالية بينما يهدف تحليل التدفق النقدى إلى تقدير السيولة، وتقييم الكيفية التى تدير بها المنشأة تدفقاتها النقدية من الأنشطة التشغيلية والاستثمارية والتمويلية.

ونظراً لأن قيمة المنشأة تتحدد على أساس ربحيتها ونموها فإنه يجب على المحاسب القانونى أن يتعرف على الوسائل التى يمكن أن تستخدمها الإدارة لتحقيق النمو وتحقيق أهداف الربحية، وذلك بغرض تحديد مدى فاعلية سياسات الشركة فى تحقيق هذه الأهداف. وتتمثل نقطة البداية عادة فى تحديد معدل العائد على حقوق الملكية و مقارنة هذا المعدل مع تكلفة الأموال، وذلك بغرض قياس الربحية الكلية.

ويتأثر معدل العائد على حقوق الملكية بعاملين هما:

(
أ‌) ربحية تشغيل الأصول ، ويتم قياسها بمعدل العائد على الأصول.

(
ب‌) حجم الأصول بالنسبة لحقوق الملكية ( أى الرافعة المالية) ، ويتم قياسها بنسبة الأصول إلى حقوق الملكية.

ويمكن تجزئة ربحية تشغيل الأصول إلى نسبتين هامتين وهما:

(
أ ) هامش الربح ويتم قياسه بنسبة صافى الدخل إلى المبيعات.

(
ب) معدل دوران الأصول ، ويتم قياسه بنسبة المبيعات إلى الأصول.

ونظراً لأن ربحية المنشأة ونموها يتوقفان على استراتيجيات المنشأة فى سوق المنتج، والسياسات المتعلقة بالتعامل مع سوق المال، فإن التحليل يجب أن يمتد إلى سياسات المنشأة بشأن إدارة العمليات، (إدارة الإيرادات والمصروفات) وإدارة الاستثمارات (إدارة رأس المال العامل والأصول طويلة الأجل)، والإدارة المالية، وسياسات توزيع الأرباح.

ويتم تقييم أداء إدارة العمليات باستخدام نسبة مجمل الربح وتحليل المصروفات البيعية والإدارية. ويستخدم المحاسب القانونى معدل دوران صافى الأصول طويلة الأجل، ومعدل دوران الأصول الثابتة لقياس كفاءة إدارة الأصول طويلة الأجل. كما يستخدم مؤشرات رأس المال العامل لقياس كفاءة إدارة رأس المال العامل.

ولأغراض تقييم فاعلية وكفاءة الإدارة المالية فى الفترة القصيرة يستخدم المحاسب القانونى عادة نسبة التداول، والسيولة السريعة، ونسبة النقدية، ونسبة التدفقات النقدية من العمليات التشغيلية للخصوم المتداولة. بينما يستخدم نسبة الديون إلى حقوق الملكية ومعدل تغطية الفوائد لتقييم الإدارة المالية فى المدى الطويل.

ويجب ألا يكتفى المحاسب القانونى بتقييم الربحية، وانما يمتد تحليلة عادة إلى تقييم مدى استمرارية النمو، ويستخدم فى ذلك معدل استمرارية النمو والذى يتم قياسه بضرب معدل العائد على حقوق الملكية فى متمم نسبة توزيعات الأرباح.

وبالإضافة إلى تحليل النسب يقوم المحاسب القانونى عادة بإجراء تحليل التدفقات النقدية، وذلك بتحليل مكونات قائمة التدفق النقدى ومصادر واستخدامات النقدية فى الماضى والتى تستخدم مع تحليل النسب لوضع تقديرات للأداء المتوقع فى المستقبل.

رابعا : التحليل المستقبلى :

تعتبر الخطوات الثلاث السابقة ضرورية لأغراض اجراء التحليل المستقبلى والذى يتضمن ركنين أساسيين وهما : التنبؤ، والتقييم. ويقصد بالتنبؤ استخدام المعلومات التى توافرت عن الأداء الماضى فى الخطوات السابقة كأساس للتنبؤ بالأداء المستقبلى للمنشأة. ويتضمن التنبؤ دراسة سلوك نمو المبيعات والأرباح، ثم يلى ذلك التنبؤ بالمبيعات ثم المصروفات والأرباح. ويقوم المحاسب القانونى بعد ذلك بالتنبؤ بعناصر قائمة المركز المالى وبالتدفقات النقدية. ونظرا لأن هذه التقديرات تبنى على إفتراضات فإنه يتعين إجراء تحليل للحساسية وذلك لضمان معقولية الافتراضات التى بنيت عليها تلك التقديرات.

ويبنى التقييم على النتائج التى نتوصل إليها فى عملية التنبؤ. ويشتمل التقييم على عنصرين أساسيين وهما:

1-
اختيار مداخل التقييم المناسبة:

ويقوم المحاسب القانونى عادة بإختيار مجموعة من المداخل التى تستخدم لأغراض التقييم. ولعل أكثر المداخل المستخدمة شيوعاً مايلى:

أ ) مدخل التوزيعات المخصومة، والذى تتحدد فيه قيمة المنشأة على أساس القيمة الحالية للتوزيعات المستقبلية.

‌ب) الأرباح فوق العادية المخصومة، وتتحدد فيه قيمة المنشأة بقيمتها الدفترية مضافا إليها القيمة الحالية للأرباح فوق العادية.

‌ج) التقييم على أساس نسب السعر للأرباح وذلك بتطبيق نسبة السعر للأرباح على القيمة المقدرة لأرباح السنة القادمة. ويمكن استخدام نسبة السعر للقيمة الدفترية، ونسبة السعر للمبيعات لتحقيق نفس الغرض.

‌د) تحليل التدفقات النقدية المخصومة.

2-
تطبيق المدخل أو المداخل التى يتم اختيارها:

ويتطلب ذلك التنبؤ بالأداء المالى للمنشأة على شكل توزيعات أرباح، والتدفقات النقدية الحرة خلال الفترة المستقبلية المتبقية من عمر المنشأة. ثم تقدير تكلفة الأموال المناسبة لخصم القيم المتنبأ بها. وللتنبؤ بالأداء المستقبلى للمنشأة يبدأ المحاسب القانونى بوضع إفتراضات عن مؤشرات الأداء الأساسية فى الشركة فى ظل فترة زمنية. وتشمل مؤشرات الأداء كل مما يلى:

معدل نمو المبيعات فى السنة السابقة.

نسبة صافى ربح العمليات إلى المبيعات.

نسبة مصروف الفائدة لصافى الديون.

نسبة صافى رأس المال العامل للمبيعات.

نسبة صافى الأصول التشغيلية طويلة الأجل للمبيعات.

نسبة صافى الديون لصافى رأس المال العامل.

مع استخدام أرصدة أول السنة لجميع بنود المركز المالى التى تستخدم فى هذه النسب، واستخدام بنود قائمة الدخل عن السنة. وتعتبر هذه النسب الست كافية للتنبؤ بالمركز المالى، وقائمة الدخل، والتدفقات النقدية ، والعائد على حقوق الملكية.

وتعتبر الخطوات الأربع السابقة بمثابة العناصر الأساسية لمنهج تحليل وتقييم منشآت الأعمال الذى يجب أن يستخدمه المحاسبون القانونيون. ويتسم هذه المنهج بالشمول والدقة، ويمكن من الوصول إلى تقييم أقرب للحقيقة. ويمكن استخدام هذا المنهج لأغراض الإستثمار فى أسهم، وشراء شركة قائمة، أو الاندماج أو الاستحواذ ، أو لأغراض الخصخصة وطرح أسهم لأول مرة للشركة الجديدة. ويساهم المحاسبون القانونيون بذلك فى توفير معلومات ضرورية مفيده لأغراض اتخاذ القرارات الاستثماريه المختلفه. وتساهم تلك المعلومات المفيده والتى تتسم بالجوده فى توجيه تلك القرارات بما يخدم الاقتصاد الوطنى.


قواعد الرقابة الداخلية على المقبوضات و المدفوعات النقدية ، مقال قصير ومفيد ، المدونة المحاسبية الاولى تزودكم بالعديد من المحاضرات المحاسبية المجانية المتسلسلة



اولا قواعد الرقابة الداخلية علي المقبوضات النقدية:

في ضوء خبرتك العملية ناقش وقيم القواعد العامة للرقابة الداخلية التي تطبقها منشأتك بالنسبة للمقبوضات النقدية التالية في حالة تواجدها :

أ‌.        القواعد العامة للرقابة الداخلية على المقبوضات النقدية التـي ترد بالبريد:

ترد في البريد إيداعات الشيكات والأوراق التجارية ولذلك يتعين أن تتوافر بها نظام سليم للرقابة الداخلية يمكن تصوره كما يلي :-
1.          يجب أن يفتح البريد الوارد من قبل شخص مسئول لاينتمي إلى قسم الحسابات أو قسـم الخزينة ( قسم الأرشيف ) .
2.          تسجيل كافة الشيكات الواردة بكشف من ثلاث نسخ.
3.          ترسل  الشيكات والنسخة الأولى إلى أمين الصندوق لإعداد إيصالات استلام الشيكات ويوقع بما يفيد استلامه الشيكات لتحصيلها من البنك.
4.          ترسل النسخة الثانية والثالثة إلى قسم الحسابات لمراجعتها وتسجيلها في الدفاتر.
5.          ترسل النسخة الثالثة إلى العملاء بما يفيد استلام الشيكات.

ب‌.   المقبوضات النقدية التـي يحصلها مندوبين عن منشأتك :
في حالة المبيعات النقدية الآجلة  يجب إيجاد نظام سليم للمراجعة الداخلية على المبالغ التي يحصلها المندوبين ، ومن أهم وسائل تحقيق ذلك:-
1.          يجب عدم السماح للمحصلين من الاطلاع على السجلات والدفاتر أو أن يكون في حوزتهم أوراق قبض.
2.          يتسلم المحصلون أشعارات من قسم المحاسبة عن المبالغ المطلوب تحصيلها.
3.          يجب على المحصلين تسليم المتحصلات اليومية، وإبداء أسباب عدم التحصيل المتبقي من العملاء في حالة عدم التحصيل، ويجب على أمين الصندوق إعداد إيصالات القبض من نسختين نسخة إلى قسم الحسابات للتسجيل ونسخة ترسل إلى العملاء.
4.          يجب أن لا يستمر المحصلين في التحصيل فترة طويلة لنفس العملاء وإنما يتعين تغييرهم من وقت لأخر.
5.          يتعين قيام قسم الحسابات بمراقبة حركة العملاء بدقة تامة وبصفة خاصة تلك الارصده التي لم تتحرك أو لم تسوى لفترة طويلة.
6.          يجب على إدارة المنشأة أن تطلب من عملائها ومن المحصلين تحرير الشيكات لأمر المنشأة ويوضح عليها بما يفيد أنها غير قابلة للتجيير وإنما تضاف فقط في الحساب الجاري للمنشأة.


ت‌.   المقبوضات النقدية التـي يتم استلامها مباشرة في الصندوق:-

لأهمية المراقبة الداخلية مع المتحصلات النقدية المباشرة توجد لها اعتبارات خاصة يمكن عرضها على النحو التالي:-
1.                  يجب أن تؤيد كافة المقبوضات النقدية بسندات الوصل الخاصة بالمنشأة تحمل أرقاماً مسلسلة ، وتكون من أصل وعدد من الصور يتلاءم مع احتياجات النظام المحاسبي المطبق في المنشأة.
2.                  يجب أن تحفظ دفاتر الإيصالات غير المستعملة لدى شخص مسئول وفي مكان أمين ، وعند استخدامها يجب أن ذلك بحسب تسلسل أرقامها، وأن تسجل الدفاتر المستخدمة في دفاتر خاصة يوقع من قبل الشخص المستلم.
3.                  يعد لكل عملية قبض إيصال خاص بها عليها صفة المبلغ ، ويعد الإيصال من قبل شخص غير أمين الخزينة بحيث ينحصر واجب أمين الخزينة في استلام المبلغ واستلام صورة من إيصال القبض.
4.                  يجب إيداع المتحصلات النقدية بالكامل في حساب جاري لدى البنك ، على أن تتم عملية الإيداع من قبل شخص آخر غير أمين الخزينة الذي أستلم تلك المبالغ.
5.                  ترسل صورة من إيصالات القبض لقسم الحسابات للتسجيل في الدفاتر .
6.                  تسلم صورة من إيصالات القبض للعملاء والجهة الموردة .


قواعد الرقابة الداخلية على المدفوعات النقدية:

في ضوء خبرتك العملية ناقش وقيم القواعد العامة للرقابة الداخلية التي تطبقها منشأتك بالنسبة للمدفوعات النقدية التالية:
1)    القواعد العامة للرقابة الداخلية على الرواتب والأجور:

تمثل الأجور في المنشآت المختلفة خصوصا في المنشآت الصناعية بنداً رئيسياً من بنود المصروفات ولهذا تراعي هذه المنشات ضرورة وضع نظام سليم للرقابة الداخلية يشتمل على المرحل التالية:
أ‌. مرحلة تسجيل الوقت أو الإنتاج:
1.                  في حالة سداد الأجور حسب الوقت، يستخدم سجل خاص بالحضور والانصراف يدون فيه أسماء العمال وخانة للتوقيع وكتابة الساعة عند الحضور ولانصراف .
2.                  يسحب سجل الحضور والانصراف في أوقات محددة وقت بداية العمل ووقت الانتهاء ، وتحفظ لدى موظف مسئول.
3.                  تخصص لكل عامل بطاقة خاصة به، يظهر فيها ساعات العمل واستحقاقات العامل والتي تشمل أجره العادي وأجره الإضافي والاستقطاعات المختلفة وصافي الأجر المستحق، ويقوم بإعداد هذه البطاقة قسم الأفراد من واقع سجل الحضور والانصراف.
4.                  يعد من واقع هذه البطاقات كشوف الأجور وترسل إلى قسم الحسابات للمراجعة والتسجيل في الدفاتر واستخراج شيك باسم أمين الصندوق.
5.                  يتولى أمين الصندوق صرف الشيك وتسليم الأجور على أن يوقع العامل أمام أسمه باستلام صافي مرتبة
6.                  في حالة سداد الأجور على أساس كمية الإنتاج تتبع نفس الاجرءات مع تعديل عدد ساعات العمل إلى عدد الوحدات المنتجة، على أن يخضع هذا الإنتاج إلى للفحص ولا تحتسب الوحدات المعيبة أو الرديئة وتتبع نفس إجراءات عهد الصرف.
ب‌.                                     مرحلة إعداد كشوف الأجور:
·        يجب ألا يشترك موظف واحد في إعداد الكشوف وفي مراجعتها قبل الصرف.
·        تقوم إدارة الأفراد بكتابة أسماء العمال وفئات الأجور من واقع السجلات التي لديها عن حالة كل عامل .
·        يقوم موظف مختص بإثبات الوقت الذي قضاه العامل من واقع بطاقات الوقت أو بطاقة الإنتاج.
·        يقوم موظف آخر بقسم الأفراد بإجراء العمليات الحسابية وترسل لقسم المرجعة الداخلية لمراجعتها واعتمادها.

ت‌.                                     مرحلة صرف الأجور :
·        يسحب شيك بصافي الأجور باسم أمين الصندوق
·        يوقع كل عامل على كشف الأجور أمام الخانة المخصصة له.
·        لا تدفع أجور العمال الغائبين إلى زملائهم.
·        تورد الأجور التي لم تسدد الى البنك ويوقع على كشف الاجور الصراف ورئيس قسم الحسابات.
2)    القواعد ألعامه للرقابة الداخلية على المدفوعات عن مشتريات نقدية :

قد تستلزم طبيعة نشاط المنشأة إجراء بعض عمليات الشراء النقدي لذلك تتلخص إجراءات المراقبة الداخلية لعمليات الشراء النقدي فيما يلي :
1-                أن تكون عملية الشراء النقدي بناءاً على طلب شراء يصدر من قبل الإدارة الطالبة، مع تحديد الكمية والمواصفات.
2-                ضرورة اعتماد عملية الشراء النقدي عن شخص مسئول مع ملاحظة قيمة المشتريات النقدية حيث لكل مستوى سلطة حق محدد ومعين للشراء النقدي
3-                يقوم شخص آخر بالشراء النقدي غير الذي وافق على اعتماد عملية الشراء.
4-                يصدر أذن استلام من إدارة ألمخازن باستلام  البضاعة وإرفاق صورة من أذن الاستلام مع فاتورة الشراء الي قسم الحسابات.
5-                  يقوم قسم الحسابات بمراجعة عملية الشراء، والتأكد من صحتها وإجراء القيود اللازمة

3)    القواعد العامة للرقابة ألداخلية عن مدفوعات  نقدية لشراء أصل ثابت:

الأصول الثابتة هي: ألأصول التي تحتفظ بها المنشأة بهدف الاستخدام وتحقيق الدخل وليس بغرض البيع ، لذلك لابد من وجود لائحة خاصة لمشتريات الأصول الثابتة خصوصاً الشراء النقدي للأصول الثابتة وفي مايلي أهم قواعد المراقبة الداخلية عن مدفوعات نقدية لشراء أصل ثابت:     
1-          ضرورة إعداد موازنة خاصة لمشتريات الأصول الثابتة.
2-          تحرير إذن طلب شراء من الجهة الطالبة للأصل الثابت تحدد فيه المواصفات والعدد.
3-          يتم الموافقة علي الشراء من قبل لجنة مشتريات الأصول الثابتة .
4-          ترسل الموافقة على طلب الشراء النقدي للأصول الثابتة ألي قسم المشتريات.
5-          يتم شراء الأصول من قبل إدارة المشتريات ويتم فحص عملية الشراء وتسليم الأصل إلى المخازن وتعد بطاقات أصل ثابت وترسل صورة من أذن ألاستلام إلى إدارة الحسابات

6-          ترسل فاتورة الشراء النقدي من قسم المشتريات إلى قسم الحسابات وصورة من إذن الفحص والاستلام ومراجعة عملية الشراء النقدي والتأكد من صحتها وإجراء القيود اللازمة وإصدار الشيك للمورد.