المقدمة:
تتزايد أهمية المؤسسات الأرشيفية يوما بعد يوم على مر العصور، فقد حفظت لنا تاريخ
وتراث القدماء، وحملته من جيل إلى جيل عبر العصور، وتزداد أهمية المؤسسات
الأرشيفية بمختلف أنماطها، مع كل تطور يشهده المجتمع بها، فهي تتفاعل معه تؤثر فيه
وتتأثر به.
ولقد جاءت الألفية الثالثة للميلاد حاملة معها تطورات تكنولوجيا هائلة، والتي تتمثل في
ثلاث تكنولوجيات رئيسية، أولها تكنولوجيا المعلومات التي تتمثل فيما تحتويه الأوعية
الأرشيفية من معلومات والتي تعد جوهر العمل الإداري والبحثي البحث ، بحث هذه المعلومات تتسم
بالحداثة، والصحة، والثبات، والموضوعية التي تميزها عن أوعية المعلومات الأخرى،
ويتم تجميع، وتجهيز، وتخزين، وبث هذه المعلومات بكل أشكالها في الحاسبات
والاتصالات. وثانيها تكنولوجيا الوسائط أين بات تحويل الأوعية الأرشيفية من الوسيط
الورقي إلى الوسيط اللاورقي، والتي تتمثل في الوسائط الممغنطة أمرا ملحا، وضروريا
نتيجة للتطور التكنولوجي.
أما ثالثها فتتمثل في تكنولوجيات الإتصال حيث تمثل الأوعية الأرشيفية أدوات الإتصال
بين الإدارة العليا، والمستويات الإدارية المختلفة، أو بين الهيئات والمنظمات الفاعلة في
المجتمع وذلك أثناء نشاطها، أما في مرحلتها البحثية بحث فإنها تعد أدوات الإتصال بين الأجيال
المتعاقبة كدليل باق للإتصال، وتوثيق القرارات، وإمداد الذاكرة الخارجية.
وإنطلاقا مما سبق وفي ظل التطورات المتلاحقة في المعلومات ووسائطها، فإن
المؤسسات الأرشيفية يجب أن تجد لها المكانة والدور الذي يتلائم وطبيعتها وأهميتها
كمؤسسة معلوماتية أولية فاعلة في المجتمع. ولكي تقوم المؤسسة الأرشيفية بدورها في
عصر المعلومات بكفاءة وفاعلية يجب الإعتماد على استخدام التكنولوجيا الحديثة في مجال
تنظيم الأوعية الأرشيفية من حفظ، وتخزين، واسترجاع الوثائق ادارة الوثائق الأرشيفية الهامة،
أو المعلومات التي تتضمنها تلك الوثائق ادارة الوثائق على وسائط المعلومات الممغنطة ( أقراص،
اسطوانات، حاسبات،.. إلخ)، بالسرعة والكفاءة العالية لإنجاز الأعمال ودعم عمليات صنع
القرار في الوقت المناسب.وبما أن بلدية قسنطينة هي مؤسسة عمومية، دورها الأساسي تسيير الشؤون الإقتصادية،
والثقافية، والإجتماعية، لحدودها الإقليمية، ومن أجل تحقيق ذلك فهي تحاول مضاعفة
جهودها لخلق الفعالية في الأجهزة الإدارية، وتبسيط الإجراءات التي تتبع عادة للحصول
على مختلف الوثائق الضرورية، ادارة الوثائق بهدف تذليل الصعاب على المواطنين، وضمان خدمتهم
في أسرع وقت، وأقل جهد.
لذلك أهتمت بلدية قسنطينة بميدان الوثائق ادارة الوثائق والأرشيف، وهذا عن طريق إنشاء مركز
خاص مهمته الأساسية حفظ، وتنظيم، ومعالجة الوثائق ادارة الوثائق بطرق علمية وفنية معتمدا على
المعايير الدولية في مجال الأرشيف.
وفي هذا الإطار جاء هذا البحث بحث ليسلط الضوء على موضوع استخدام النظم الآلية في
تطوير الخدمات الأرشيفية، إنطلاقا من الدور الفعال الذي قدمته تكنولوجيا المعلومات
لمختلف المؤسسات التوثيقية بصفة عامة، ومراكز الأرشيف بصفة خاصة، ومن جهة
أخرى إبراز واقع الأرشيف الجزائري في ظل هذا التطور المذهل في تقنيات المعلومات،
من خلال الوقوف على أهم التجارب في مجال استخدام هذه التكنولوجيات في حفظ
ومعالجة الأرشيف، ونقصد بذلك تجربة بلدية قسنطينة.
ولمعالجة هذا الموضوع أرتأينا أن نقسمه إلى ستة فصول أساسية، بدءا بالفصل
الأول، وهو فصل منهجي أين يوضح خطة الدراسة، ومنهجيتها، ثم الفصل الثاني والثالث
والرابع عبارة عن فصول نظرية، حيث يعالج الفصل الثاني لمحة تاريخية عن تطور
الأرشيف الارشيف الالكتروني ، ثم التعريف بمختلف العمليات الفنية لمعالجة الأرصدة الأرشيفية إنطلاقا من
عملية دفع الأرشيف، إلى الفرز والتنظيم والترتيب والحذف.
وأخيرا إلى الخدمات الأرشيفية التي تقدمها مراكز الأرشيف الارشيف الالكتروني
إلى المستفيدين، بينما
إلى المستفيدين، بينما
الفصل الثالث فهو يتطرق إلى دور النظم الآلية في تطوير العمل الأرشيفي، الارشيف الالكتروني
ثم تحديد
ثم تحديد
مواصفات، وشروط تبني النظم الآلية في مراكز الأرشيف، إضافة إلى
المتطلبات الأساسية الخاصة بنجاح عملية الأتمتة أهمها المتطلبات المالية، البشرية،
البرامج، الأجهزة، والتطورات الحاصلة في النظم الآلية حتى الآن.
في حين أن الفصل الرابع يتطرق إلى مشروع رقمنة الأرصدة الأرشيفية، الارشيف الالكتروني
محددا أهم
محددا أهم
الخطوات التي تمر بها الوثيقة خلال عملية الرقمنة، وكذلك متطلبات نجاح هذا المشروع،
والمواصفات التقينة الخاصة بإختيار النظم الآلية للتسيير الإلكتروني للوثائق.
أما الدراسة الميدانية، فتناولناها في فصلين، يتعرضان إلى واقع تطبيق التكنولوجيات
الحديثة في أرشيف بلدية قسنطينة، حيث الفصل الخامس يتناول أتمتة مصلحة الأرشيف،
ثم تقييم التجربة من وجهة نظر المستفيدين. وأخيرا الفصل السادس يتناول رقمنة سجلات
الحالة المدنية لمديرية الشؤون العمومية والتنظيم، وتقييم التجربة من وجهة نظر العاملين
في المشروع.
وفي نهاية البحث قمنا بوضع جملة من النتائج التي توصلنا إليها، من خلال
العناصرالتي تناولناها في بحثنا، بحث وجميعها ترتبط بواقع تطبيق النظم الآلية، والدور التي
تلعبه في تطوير الخدمات الأرشيفية، الارشيف الالكتروني
كما أوردنا عدد من المقترحات التي نراها بمثابة
كما أوردنا عدد من المقترحات التي نراها بمثابة
إجراءات عملية لإنجاح هذه المشاريع.
نقول في الأخير أن بحثنا بحث هذا مجرد مساهمة بسيطة عن أهم التجارب في إستخدام
النظم الآلية في المؤسسات الأرشيفية.